Go back

December 13, 2022

"التربية" تلاحق المعلمين.. ورؤساء نقاباتهم غادروا إلى الأردن

"التربية" تلاحق المعلمين.. ورؤساء نقاباتهم غادروا إلى الأردن
فيما يتواصل كباش الأساتذة ومدراء المدارس والثانويات مع وزارة التربية، في ظل الضغوط عليهم لفك الإضراب الذي أقرته روابط المعلمين، تصاعدت انتقادات الأساتذة لرؤساء الروابط، الذين تركوا المعركة النقابية وسافروا إلى الأردن للمشاركة في مؤتمر "الدولية للتربية"، التي تضم نقابات المعلمين.

تعاميم الوزارة
وتداول الأساتذة صور رؤساء روابط المعلمين في لبنان (رئيسة رابطة الثانوي ملوك محرز وأمين السر حيدر خليفة، ورئيس رابطة الابتدائي حسين جواد، ورئيس رابطة التعليم المهني سايد بو فرنسيس) مع زملائهم في الأردن، وانتقدوا عدم وجودهم في لبنان لمواكبة الإضراب، الذي خرقته وزارة التربية في التعميم على المدراء للإبلاغ عن الأساتذة المتغيبين. وكانت روابط المعلمين قررت تنفيذ إضراب تحذيري ليومين في الأسبوع حتى نهاية الفصل الحالي. لكن وزارة التربية أصدرت تعاميم إلى المدراء تطلب منهم التبليغ عن المتغيبين، ضاربة عرض الحائط قرار روابط المعلمين. لكن رؤساء الروابط سافروا إلى الأردن للمشاركة في المؤتمر، رغم الفوضى العارمة في التعليم. فمدراء مدارس عدة لم يلتزموا بالإضراب، جراء الخلافات الحاصلة داخل الروابط، بين من يرفض الإضراب الشكلي ليومين، وبين من يعتبره غير تربوي وغير نقابي، لعدم جدواه.

أمين السر يفضحهم
وكان أعنف انتقاد لمشاركة رؤساء الروابط في الأردن، من أمين سر رابطة الثانوي المستقيل فؤاد إبراهيم، الذي قال في تسجيل صوتي يوم أمس، تم تداوله على مجموعات الواتساب، إن على رؤساء الروابط المشاركين في الأردن الخجل من قراراتهم التي تدّمر العمل النقابي والتربوي. وإبراهيم هو مدير ثانوية كفرا في الجنوب، ورفض قرار رابطة الثانوي بالإضراب ليومين، معتبراً أنه غير نقابي ولا يحصّل حقوق الأساتذة، بل الهدف منه تنفيس الاحتقان فحسب. وكان إبراهيم قدم استقالته من أمانة السر للرابطة منذ بضعة أشهر، بعدما اصطدم مع أعضاء الرابطة، بما فيهم ممثلي حركة أمل، التي ينتمي إليها، بسبب عدم الالتزام بالقرارات المتفق عليها داخل الاجتماعات. ورغم أن إبراهيم كان يتولى منصب أمين سر الرابطة، لم يكن يطلع على اللقاءات التي كانت تحصل مع المسؤولين، بل يبلغ بها لاحقاً. فحصلت خلافات أدت إلى تقديم استقالته من أمانة السر. ولم تسجل الاستقالة رسمياً ولم يتم انتخاب أمين سر مكانه. بل تم تعيين حيدر خليفة (أمل) مكانه "بالمونة" ومن دون محضر مسجل، وفق ما ينص نظام الرابطة.

إجازة في الأردن
وبدا ابراهم حانقاً على رؤساء الروابط وأفرغ غضبه في تسجيل صوتي قال فيه "إن المسؤول يقطع زيارته ويعود من الخارج عندما تستدعي الحاجة. أما قياداتنا النقابية فقد أعلنت الإضراب وسافرت إلى الأردن، وسهت أنها في معركة نقابية تحتاج إلى متابعة ميدانية، خصوصاً في ظل الغليان الذي يعيشه الأساتذة". وقال مستهزءاً: "ربما أعلن رؤساء الروابط الإضراب ليومين لأنهم منشغلون في الخارج ولن يتمكنوا من إدارة مؤسساتهم التربوية، فقرروا الإضراب للسفر وأخذ إجازة في الأردن"، مضيفاً "عليهم أن يخجلوا لأنهم بقراراتهم دمروا التربية والعمل النقابي".

شهد شاهد من أهله
ما قاله إبراهيم ويقوله في تسجيلاته، التي يتداولها الأساتذة، عينة عن ضرب الأحزاب العمل النقابي، كما يقول الأساتذة المعارضون للقوى الحزبية. ووفق النقابي المعارض حسن مظلوم، الذي استدعي إلى مديرية الثانوي بتهمة التحريض على الإضراب، ما يقوله إبراهيم بمثابة "شهد شاهد من أهله" على مدى الدرك الذي وصلت إليه الرابطة التي تسيطر على هيئتها الإدارية الأحزاب.

وأضاف أن أعضاء الهيئة الإدارية الحالية هم مدراء ثانويات، مرتبطون بوزارة التربية إدارياً ونفعياً. وبالتالي يقفون ضد مصالح الأساتذة، لأنهم خاضعون للوزارة، التي ينتفض الأساتذة ضدها لتحقيق المطالب. ليس هذا فحسب، بل الرابطة في الأساس جمعية لا تبغي الربح ولا يحق لها الدعوة إلى الإضراب. بل إن العمل النقابي الذي قامت به قيادات كثيرة سابقاً كرس شرعيتها في الدعوة للإضراب، الذي لا يتم إلا من خلال عقد جمعيات عمومية للأساتذة. لكن الهيئة الإدارية الحالية خالفت النظام الداخلي في التلاعب بمحاضر الجمعيات العمومية سابقاً، التي دعا فيها الأساتذة للإضراب، وتقوم اليوم بالدعوة للإضراب، من دون العودة إلى الجمعيات العمومية، صاحبة السلطة الوحيدة في هذا المجال. وبالتالي كل ما تقوم به الروابط الحزبية اليوم مجرد "تمثيلية" معروفة مسبقاً ضد مصلحة الأساتذة وحقوقهم. المصدر: المدن وليد حسين

© 2025 Sperare