عشيّة عيد الإستقلال، عقد الأب طوني خضره والعميد الركن المتقاعد خليل حلو طاولة حوار مع طلاب الصفوف الثانوية في ثانوية راهبات القلبين الأقدسين- بكفيا تحت عنوان :"معا للحفاظ على الأمانة المشتركة، إنهض يا وطني". تناولت طاولة الحوار الأزمة الخطيرة التي يمر بها لبنان والهجرة غير المسبوقة التي يشهدها وتداعياتها على المجتمع والشباب بشكل خاص، بحضور حشد من الطلاب الإداريين والمربّين والأهالي.

استقبل طلاب الثانوية المحاضرين بالأعلام اللبنانية ولباس الجيش اللبناني، على وقع النشيد الوطني وأغاني العيد، ثمّ تحدّث العميد الركن حلو شارحا للطلاب خبرته في ميدان العمل العسكري والتضحيات التي يقدمها كل جندي من أجل لبنان، مؤكدا "أنّ الأوضاع لا بدّ وأن تتغيّر والتاريخ يشهد أن لبنان مرّ عليه الكثير من الأزمات وقد تمكّن من تجاوزها بصمود شعبه وقوّة جيشه." ودعا الشباب إلى "نبذ الهجرة والتركيز على البقاء في الوطن، لأنّكم بناة المستقبل ومن دونكم لا وجود للبنان."

أما الأب خضره فتحدث عن التداعيات الخطيرة للهجرة والتغيير الديمغرافي الذي يتهدد لبنان إذا استمر الوضع على ما هو عليه. وقال "إن الوضع صعب جدا ولكن الأمل دائماً موجود لأننا أبناء الرجاء"، وأضاف أنّ "لابورا تعمل جاهدة على إيجاد فرص عمل للشباب من خلال خلق مشاريع منتجة"، داعياً الطلاب إلى زيارة منصة Sperare على Facebook حيث يجدون جميع أنواع فرص العمل والمبادرات والخدمات. وأكد الأب خضره على ضرورة التجذّر في أرض الوطن "لأن هذه الأرض هي أرضنا وأمانة من أجدادنا ينبغي الحفاظ عليها. ولذلك يجب علينا ألا نخاف لأنّ المستقبل نصنعه بأيدينا وبالإرادة نحقق المستحيل."

تخلّل المحاضرة تحقيقات مصوّرة أعدّها الطلاب حول البطالة والأزمات المتلاحقة في لبنان، بالإضافة إلى لوحة فنية معبرة قدّموا فيها التحيّة إلى ضحايا انفجار مرفأ بيروت تخليداَ لذكراهم ومطالبة بتحقيق العدالة.

وبعد مشاهدة ما قدمه الطلاب، قال الأب خضره: "أتيت لأبث فيكم الحماس والتمسك بالوطن، ولكن عندما رأيتكم، أدركت أنكم أنتم من يعطيني ويعطي المجتمع هذا الحماس. بوجود هكذا شباب وصبايا لا خوف على لبنان."

وفي ختام اللقاء شكرت الإدارة المحاضرين على تلبية الدعوة، وكلا من الأستاذ شليطا بو طانيوس على تنسيق طاولة الحوار والسيدة جويل الخوري على تصميم اللوحة الفنية الراقصة.